الشخصية التربوية الاستاذ الراحل فؤاد صالح عبدربه النقيب كان معلما وإداريا خلال مسيرة حياتة النضالية وخدمتة التربوية
موقع بني بكر سبورت بقلم الاستاذ / طاهر حنش أحمد السعيدي
الاحد 24 ابريل2022
«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين»
السيرة الذاتية:
الأستاذ الراحل فؤاد صالح عبدربه النقيب من مواليد 2 مارس 1959م محافظة البيضاء انتقل مع والده أثناء طفولته للعيش والاستقرار في مدينة جعار بمحافظة أبين ، والتحق بعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م مباشرة بالتعليم النظامي الابتدائي بمدرسة الشهيد العريقي بمدينة جعار وأكمل المرحلة الابتدائية «لصف السادس» في العام الدراسي 72/71م ليواصل تعليمه الإعدادي بالمدرسة الإعدادية جعار نظام ثلاث سنوات.
بعد إكمال مرحلة التعليم الإعدادي التحق بالسلك التربوي والتعليمي خدمة وطنية لمدة عام كامل براتب شهري 12 دينار و 500 فلس تاريخ 1975/10/28م ، وكان توزيعه في مدارس المديرية الغربية من المحافظة الثالثة المركز الأول لبعوس وتحديداً مدرسة الشهيد علي عبدالله بمنطقة ذي ناخب ، وكانت وضعية المدرسة بذلك العام تتكون من الصف الأول إلى الصف السادس ابتدائي، ويبلغ عدد الطلاب فيها 258 منهم 175 طالباً و 83 طالبة، وعدد المعلمين 11 معلم فقط، وفي تاريخ 1976/10/28م أكمل الخدمة الوطنية ليتوظف رسمياً براتب شهري 25 دينار و900 فلس، واستمر بعمله معلماً بمدارس المركز الأول متنقلا بين عدداً منها، وللأسف الشديد لم نتحصل على اسماء تلك المدارس، وخلال تلك الفتره التحق بعددا من الدورات التربوية التدريبية المنهاجية المتعلقة بالسلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية تدريب (طريقة ومادة) تخصص لغة انجليزية وعلوم لتدريس الصفوف الدراسية من الصف الخامس حتى الصف الثامن، وكان ينظم تلك الدورات مركز التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم أثناء العطل الصيفية في عواصم المحافظات.
وقد بدأ يدرك الأستاذ فؤاد وبوقتاً مبكراً ضرورة رفع مستواه الدراسي ليواكب تلك التطورات الجارية بالمناهج التعليمية الحديثة من ناحية، ومن ناحية أخرى لتحسين مستواه المعيشي من خلال الترقيات التي كان يحصل عليها المعلمين عند الحصول على أي مؤهلات تعليمية جديدة ، واستطاع إكمال الثانوية العامة القسم الأدبي في محافظة لحج عن طريق الأنتساب بالعام الدراسي 83/82 م .
كان الاستاذ فؤاد متمكناً من تدريس مادة اللغة الانجليزية بكفاءة واقتدار، وكان من أبرز المعلمين مساهمة بتدريس صفوف محو الأمية (نساءورجال) بالمناطق التي كان يعمل فيها ، وكان ملتزماً وأكثر إنضباطاً باللوائح والنظم المتبعة بتلك الفترة، وبعد أن استمر بالعمل لأكثر من سبعة أعوام دراسية خارج نطاق سكنه طلب التحويل من محافظة لحج إلى محافظة أبين إلا أن هناك كان يوجد إعتراض على نقله بسبب نقص المعلمين في مدارس المركز الأول لبعوس من ناحية، ومن ناحية أخرى أحتياج التخصص وكفاءة المعلم حال دون ذلك، ولهذا تم الإعتراض على نقله مما دفعه للتوقف عن العمل من تاريخ 1 سبتمبر إلى 30 نوفمبر من العام 1983م مع توقيف راتبه الشهري خلال فترة التوقف عن العمل، ولم يعود للعمل إلا بعد
متابعة الجهات المسؤولة وموافقة إدارة العمل والخدمة المدنية بالمحافظة باستيعابه للعمل بمدارس محافظة أبين من تأريخ 1983/12/1م على إعتبار أن فترة توقفه عن العمل إجازة بدون راتب.
وبعد إكمال كل الاجراءات المتعلقه بالعودة للعمل برزت أمامه بعض الأمور المعيقة للعمل والاستقرار في جعار مما أضطر للبحث عن مكان آخر يرتب وضعه الوظيفي ووضعه السكني مستقبلاً، وكان إختياره ليافع القارة رصد وذلك بإيحاء من صديقه محمود علي صالح السعيدي الذي حاول جاهداً لإقناعه وترغيبه بالمنطقه للعمل والإقامة فيها حيث استضافه في بداية الأمر بقرية مقبل بمنطقة رخمة حتى يتمكن من ترتيب وضعه العملي لدى مكتب الإشراف التربوي رصد بمدرسة العدنة للعمل فيها معلماً، وهي الفتره التي كان يدير العمل فيها الأستاذ القدير صالح محمد أحمد المقفعي بوضعية تعليمية من الصف الأول إلى الصف الثامن، وكان عدد الطلاب فيها 448 منهم 430 ذكور، و 18 أناث ، وبعدد 11 شعبة دراسية، وعدد المعلمين 20 معلماً منهم 12 ما دون الثانوية العامة و 5 معلمين من حملة الثانوية و 3 دارالمعلمين، ونتيجة لما يتمتع به الأستاذ فؤاد من إنضباط وجدية وإخلاص للعمل وصدق بالتعامل ونزاهة وصراحه، وكذلك لما يحظى به من تقدير واحترام بين صفوف الطلاب والمعلمين بالمدرسة تم تكليفه بمهام مدير مدرسة العدنة في شهر فبراير عام 1985م وإدار العمل فيها بكفاءة واقتدار، وفي ذلك العام كانت تجمعنا بالأستاذ فؤاد اللقاءات الشهرية التي كان ينظمها مكتب الإشراف التربوي رصد بقيادة الأستاذ عيدروس هادي لمدراء المدارس بالمركز رصد وسرار وسباح، والتي كانت تعتبر بمثابت ورش عمل وحلقات تبادل الخبرات الإدارية في مجال عمل الإدارة المدرسية، وذلك عندما كنت مديراً لمدرسة الشهيد محمد عبد عبدالله سرار، فكانت ملاحظاته أثناء اللقاءات قيمة، وآراءه ناضجة، ونقاشاته عقلانية، وكان على اطلاع وإلمام باللوائح والنظم التربوية المتعلقة بالعمل.
وبحكم تواجده بعاصمة المركز رصد واستقراره بسكن الموظفين كانت إدارة الإشراف تكلفه بمراجعة نتائج امتحانات الطلاب الفصلية والسنوية الواردة من المدارس على مستوى مدارس رصد وسباح وسرار لتصحيح الأخطاء فيها وتدوين الملاحظات عليها لمراجعتها قبل إعتمادها، ورفعها للمديرية والمحافظة.
وفي تاريخ 1987/5/1م تم تعيينه مديراً لدائرة الإحصاء والتخطيط في مكتب التربية والتعليم م/رصد بعد إعتماد رصد مديرية مستقلة بذاتها حيث كان يدير مكتب التربية في المديرية الأستاذ احمد عوض علي، وكانت مديرية القارة رصد تتكون من ثلاثة مراكز إدارية هي مركز رصد، ومركز سباح، ومركز سرار مع إضافة لها مدارس كل من امسدارة، وكلسام، وحمة، وحطاط تلك المدارس التي كانت تابعة للمديرية الجنوبية جعار «مديرية خنفر حالياً»، وقدصادف ذلك التعيين تحويل عملي من مدير مدرسة سرار إلى قسم التوجيه الفني المستحدث بالمديرية تحت قيادة الأستاذ محمد حيدرة سالم ليس هذا فحسب بل كانت المصادفة أيضا أن تعييننا في العمل التربوي بسلك التربية والتعليم كان في أمر اداري واحد من عام 1975م ، ومن ذلك اليوم أصبحنا زملاء عمل في مكتب التربية والتعليم رصد واستمرينا لأكثر من 23 عاماً نمارس عمل مشترك ونشاطنا التربوي في مكتب التربية والتعليم رصد بالمكتب القديم الذي كان مقره بجانب محكمة رصد القديمة ومكتب المأمور والإدارة المحلية، والمكون من غرفتين فقط عبارة عن مكتب وأرشيف ثم الإدارة الجديدة التي كانت تستخدم مستودعات للتربيه الموجودة خلف مكتب سنترال رصد للإتصالات، وبعدها المجمع الحكومي الجديد.
الأستاذ الراحل فؤاد شخصية تربوية وإدارية متميزة، ومهما سجلت من صفات كان يتميز بها إلا أنني قد لا أوفيه حقه، وأنا على يقين من أن الزملاء المتواجدين بالمنتدى وخاصة الذين عايشوه وزملاءه بالعمل قد يثروا هذه السيرة للأستاذ المرحوم فؤاد، فقد كان يمتاز بالجدية في التعامل مع الأمور والإنضباط في الأداء المهني للعمل والدقة المتناهية في النظام سواء كان في حياته الخاصة أو العامة وأثناء صياغة الرسائل والخطابات مثلاً كان دائماً يراعي الدقة بالأسلوب والعبارات والقواعد الإملائية، وكانت تقاريره مضبوطة ومنظمة ورائعة.
أتسمت شخصية الأستاذ فؤاد بالهدوء والأمانة والتوازن والإعتدال في كل المهام المسندة إليه، ومع كل من تعرف عليه داخل الإطار التربوي وخارجه، وكان يتمتع بأخلاق عالية ويتعامل بشفافية مطلقة مع الجميع ، وكان دائماً صريح، وكان محب لعمله ومخلص فيه، ويحب مهنة التدريس ورغم الوظيفة التي كان يشغلها مديراً لدائرة الإحصاء والتخطيط بمكتب التربية إلا أنه تفرغ بعض الوقت من أيام الأسبوع لتدريس مادة اللغة الانجليزية بالمدرسة الثانوية رصد نهاية الثمانينات لحل مشكلة النقص بالمدرسة، وفي تاريخ 1995/10/1م أي بعد عشرون عاماً من توظيفه طلب من مكتب التربية والتعليم أن يتم ترتيبه معلماً بمدرسة الحكمي للتغطية بأيام محددة في الأسبوع لتدريس مادة اللغة الانجليزية إضافة إلى عمله بدائرة الإحصاء والتخطيط بالمكتب، وهذا ناتج عن ولوعه بمهنة بالتدريس، وكذلك أثناء تطبيق قانون المعلم طلب ترتيب وضعه التربوي معلماً بمدرسة أسماء للبنات ليس مجرد رفع اسمه ضمن القوة الوظيفية فقط بل أصر على أخذ نصيبه من الحصص الأسبوعية إضافه إلى مزاولة عمله الإداري.
التحق بعدد من الدورات التربوية خلال فترة عمله ومن تلك الدورات :
⇒دورة مدراء المدارس التي عقدت في زنجبار عام 1998م.
⇒دورة الإحصاء والتخطيط التربوي عام 2000م.
⇒دورة التخطيط التربوي عام 2001م.
⇒دورة الحاسوب عام 2004م.
كما ساهم في حملة التوعية الخاص بتعليم الفتاة التي نظمتها السلطة المحلية بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف ومكتب التربية والتعليم رصد وقدم فيها ورقة عمل تتلخص بالإتجاهات التحليلية والعملية الخاصة بتعليم الفتاة في رصد عام 1998م .
تأقلم بالمنطقه رصد، وتعايش فيها واندمج بحياة الناس بإعتباره جزء منها، وفضل منطقة رصد عن مدينة جعار التي تربى وتعلم فيها، وقام بشراء قطعة ارض سكنية وبناء فيها بيتاً متواضعاً بذل فيه قصارى جهده.
تمرس بعمله الإداري واتقنه بكل جدارة، ويعتبر الأستاذ فؤاد من ابرز كوادر التربية والتعليم بمديرية رصد ومن المؤسسين الاوائل لإدارة التربية والتعليم في المديرية بعد عام 1986م أي بعد اعتمادها مديريه مستقله بذاتها) بعد ان كان رصد مركز إداري تابع لمديرية خنفر.
تحصل على عدد من الشهائد التقديرية ورسائل الشكر وشعار الإخلاص في العمل من قبل الإشراف التربوي وتم تكريمه مركزياً بيوم العلم والمعلم في العام الدراسي 2002/2001 م.
شغل دائرة الإحصاء والتخطيط بمكتب التربية والتعليم رصد من مايو 1987م حتى عام 2009 م حتى تعرض لمرض عضال أقعده الفراش على أثره انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها في تاريخ 6 أغسطس عام 2010م قبل حوالي أربعة أشهر من إحالته للمعاش التقاعدي بتاريخ 2010/12/1 م بعد بلوغه اجلي الخدمة والعمر براتب شهري وقدره 60000 ريال فقط، وقبل عدة أعوام ارتفع الراتب ليصل إلى 95000 ريال إلا أن هذا الراتب لا يتلائم مع خدمته الطويلة التي قضاها في مجال العمل التربوي « التدريسي والإداري» حيث حرم مثل كثير من المعلمين من العلاوات السنوية، وأستراتيجية الأجور والتسويات ، وكثير من المستحقات.
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
إرسال تعليق