الأستاذ المربي الفاضل ناصر محمد جبران النسري.. حياة حافلة بالعطاء خلدها التاريخ التربوي
موقع بني بكر سبورت
يافع رصد - بقلم الأستاذ طاهر حنش أحمد
السبت 27 نوفمبر2021
«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي»
الأستاذ القدير والمربي الفاضل ناصر محمد جبران صالح النسري من مواليد عام 1946م في مديرية سرار منطقة جرادة جبل موفجة محافظة أبين.
التحق بالمعلامة (الكتاب) لتعلم القرآن الكريم على يد الفقيه عبدالرب صالح (العبادي) في جبل السنيدي عمران لمدة عامين 1958م و 1959م حتى أجاد الكتابة وحفظ بعض ماتيسر من سور القرآن الكريم، في عام1961م سافر إلى دولة الكويت لطلب العيش من خلال البحث عن عمل وعمره لا يتجاوز سن الخامسة عشر ليلتحق بأخيه (عاطف) الذي سبقه بالسفر، وعند وصوله بدأ بالعمل عام 1962م مع أحد التجار الكويتيين خلال الفترة الصباحية، وفي المساء كان مهتم بالدراسة، واستطاع أن يوفق بين العمل والدراسة المسائية التي كانت تنظمها وزارة المعارف الكويتية، ومن ضمن زملاء الدراسة في تلك الفترة هم قماطة، وعبدالله أحمد المقفعي قاضي محكمة محكمة رصد السابق، وآخرين، والتحق في أول عام دراسي بالصف الثالث ابتدائي مباشرةً حتى أكمل المرحلة الابتدائية.
لقد كان نشيطاً ومهتماً بعمله ودراسته متصفاً بالأخلاق والنزاهة، وكان مساهماً ومتفاعلاً بالأعمال الخيرية مثل غيره من المغتربين الذين كانوا متحمسين لتطوير مناطقهم بالمشاريع الخدمية، وكان أهمها المدارس والمياه، والصحة، والطرقات، ومن أهم الأعمال التي اشترك فيها أشرافه على لجنة مشروع مياه الشرب سرار في الكويت من ضمن الأخوة أعضاء اللجنة وهم:-
علي حنش عوض
صالح ثابت الشنبكي
شيخ حسين البديلي
ثم استمر بمواصلت الدراسة للمراحل الدراسية العليا لكن الظروف لم تمكنه من استكمال مرحلة الثانوية العامة بدولة الكويت، والسبب أنه في عام 1974م ذهب إلى الجهات المختصة في عدن من أجل التصديق على الشهائد المدرسية التي حصل عليها في الكويت، إلا أنه فوجئ عندما أشعروه بعدم السماح له بالعودة للكويت بحجة أن الوزارة خاصة والبلاد عامة تحتاج لتوظيف كل من يمتلك لمثل تلك المؤهلات الدراسية وقد يضطروا لتوظيف مؤهلات أدنى من ذلك في تلك الفترة حتى أستشعر الأستاذ ناصر من خلال ذلك بأهمية الدراسة وأنه كان موفق بدراسته التي ساعدت على توظيفه بكل سهوله ويسر.
التحق الأستاذ ناصر محمد بالسلك التربوي والتعليمي بتاريخ 24/ 9/ 1974م بمدارس المديرية الغربية من المحافظة الثالثة سابقاً، واتجه مباشرةً إلى عاصمة المديرية الغربية لبعوس للإلتحاق بدورة تدريبية لمدة شهر وأحد فقط، تعرف من خلالها على عدد من المدارس وذلك من خلال الزيارات التي كان ينظمها مكتب أشراف التعليم بالمديرية للمعلمين المبتدئين بالعمل بعدها تم ترتيبه في مدرسة النهضة الخشناء بالقرب من سكنه، وفي العام الدراسي الثاني 1975م انتقل إلى مدرسة الجلاء (ظلمان) واستمر فيها عام دراسي، وأثناء العطلة الصيفية كان من ضمن الملتحقين بالدورة التدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في عاصمة المحافظة (زنجبار) لمناهج الصف الأول، والصف الخامس طريقة ومادة، وتخصص في تلك الدورة رياضيات الصف الخامس ليعود بعدها إلى مدرسة الخشناء عام 1976م، وهو العام الذي التقيت فيه بالأستاذ ناصر بتلك المدرسة، وعرفته عن قرب، فكان مواظباً نشيطاً، أنيق المظهر مهتم بعمله، متمكن من مادته الدراسية، يستمع للآخرين أكثر مما يتكلم، وحظى بتقدير وإحترام من قبل الطلاب والمعلمين والأهالي بالمنطقة، وفي مطلع العام الدراسي 1977م تم تعيينه مديراً للمدرسة، نظراً لمايمتلك من قدرات وخبرات إدارية وتدريسية، واستطاع خلال تلك الفترة، وتحديداً عام 1978م من استكمال مرحلة الثانوية العامة بطريقة الإنتساب في ثانوية أروى بكريتر عدن القسم الأدبي واستمر بعمل لإدارة ألمدرسية بمدرسة الخشناء حتى نهاية العام الدراسي 1979م، وإضافة إلى عمله التدريسي والإداري كان مساهماً بالعديد من الأنشطة بالمنطقة منها المشاركة بتدريس صفوف محو الأمية نساء ورجال، وكذلك المشاركة بالأعمال الطوعية، والمبادرات الجماهيرية، والحراسات الليلية التي كانت تنظمها لجان الدفاع الشعبي بتلك الفترة.
منح الأستاذ ناصر محمد جبران العديد من الشهائد التقديرية ورسائل الشكر لجهوده ونشاطه المتميز.
انتقل إلى مدرسة الصفاة، وعمل فيها معلماً لمدة ثلاثة أعوام دراسية وفي العام الدراسي 1982/ 1983م تم تعيينه مديراً للمدرسة، وكانت وضعية المدرسة بذلك العام من الصف الأول إلى الصف الثامن بحيث بلغ عدد الطلاب فيها 169 طالب فقط (ذكور)، وكانت المدرسة تخلو من الأناث خلال الأعوام الدراسية من
1981/ 1982م إلى 1985/ 1986م،
وعدد المعلمين بذلك العام 12 معلم فقط 9 منهم بمؤهلات ما دون الثانوية العامة بعدها استمر في عمله معلماً حتى عام 1990م، ونتيجة حبه لمواصلت الدراسة بهدف رفع مستواه الدراسي من ناحية ومن ناحية أخرى تحسين راتبه ووضعه المعيشي طلب التأهيل بكلية التربيه زنجبار ودرس عام دراسي فقط إلا أن ظروفه لم تساعده على الاستمرار لإستكمال الدبلوم وانقطع عن الدراسة ليعود للعمل معلماً بمدرسة الصفأة، تحصل على تكريم مركزي بيوم المعلم في صنعاء للعام الدراسي 2006/ 2007 م.
يعتبر الأستاذ ناصر محمد جبران كادراً تربوياً وهامة تربوية عاصر المناهج التربوية التعليمية الابتدائية والاعدادية والموحدة والأساسية.
استمر بعمله معلماً حتى أحيل للتقاعد عند بلوغه أحد الأجلين عام 2009 م.
يتقاضى راتب شهري حالياً 119000 ريال، وهذا المبلغ لايتناسب مع خدماته الجليلة وأعماله التربوية والإدارية والتدريسية التي قدمها خلال فترة عمله بالميدان التربوي والتعليمي بحيث حرم مثل غيره من التربويين القداماء والمؤسسين لمداميك التربية والتعليم الذي ظلمهم قانون المعلم واستراتيجية الأجور والتسويات والعلاوات السنوية.
نتمنى الصحة والعمر المديد للأستاذ القدير والتربوي الفاضل ناصر محمد وتحيه لكل التربويين.
إرسال تعليق