كتب: محمد القيسي.
ما لم يُحقق في أغلب أطوار المباراة صعب أن يحقق فيما هُدر منها، هكذا قالوا وإعتقدوا فتسللت خيبة الأمل لقلوبهم، وأنقض الآمال الباقية كما تنقض راية من على الخط فرحة البعض.
لكنهم لم يبرحوا أماكنهم ولم يحركوا إلا ساكنين، حتى الهمس لا يسمع، حُبست الأنفاس، إرتفع معدل الأدرينالين وحدة توتر الحاضرين، بين حلمهم والحقيقه ركلة قدم، بين الإنجاز وأدراج الواقعية ضربة رأس، زلة شخص، تعنت كرة وأخرى تسكن شباك الخصم.
من يفعلها ينال المطلب وعشق الحالمين، يرتدي ثوب الجمال بدراً كاملاً، تختفي زلاته السابقه بشكل خسوف وتستعير أخطائه وشاح السماح لتخفي قبحها عن أعينهم
ويغض البصر عن اخرى قادمة بحلم الشاكرين.
على يديه بشارة فوز لهؤلاء و على وقع قدميه توءد أحلامُ آخرين لم يكن ذنبهم إلا أنهم كانوا خصومه في تلك الليلة أو جزء من ذاك النهار.
لا تخدعك براءة وجهة فسعيد الحظ من إتعظ بأخاه ولو كان يعلم ذلك لاعبي البايرن لما فعل اولى غونار سولسكاير ذو الوجه الطفولي فعلته 1999 بعد تجاوز عقارب ملعب الكامب نو للدقيقة 90.
سيميوني كان كمن تلقى رصاصة في الرأس وهو يرى رأسية راموس تتجه للمرمى في نهائي 2014، قبلها بأعوام لم يتوانى عن فعلها إنيستا بكل القسوة في حق البلوز تشيلسي كما أسكنها في مرمى الملكي صاحب الإسم ميسي، وفي مرمى باريس سكنت كرة الريمونتادا.
أغويرو أهدى الهيستريا لابناء مانشستر في شكل هدف بالدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع حتى ظنوا من شدة فرحهم بأن مانشستر أصبحت زرقاء بلقب الدوري ذاك.
ديديه دروغبا فعلها في نهائي دوري الأبطال ضد البايرن 2012 الذي مهد لإحراز ذات الأذنين الوحيدة بلندن.. وفعلها البرازيلي مورا في مرمى أياكس ليصل بتوتنهام لأول نهائي دوري أبطال في تاريخهم.
ما سبق ذكره قليل من كثير وفيض مما يحفظه التاريخ وامثله لهيستريا فرح مباحه لحظيا ولو وصفت لكانت "جنون كرة القدم"، وهكذا هي كرة القدم دائما تقتلنا ثم تعيد إحياء تقلانا.
إرسال تعليق